أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله
قال تعالى : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) [ النساء : 54 ] .
الحسد أعاذنا الله وإياك منه مرض من أمراض القلوب ،
إذا استولى على القلب فسد فساداً
لا يرجى معه صلاح إلا بعون من الواحد الأحد سبحانه .
ومشكلة الحسد أنه داء قلبي خفي يكمن في الصدر ،
ويجمع لصاحبه من أنواع البلايا وألوان العذاب
ما لا يجتمع في غيره ،
ثم هو يتضمن عدة أمراض تحتك مع بعضها
لتؤدي دورها في إشعال النار
في صدر الحاسد وإحراق قلبه
فإن الحاسد يجتمع له :
الكره والحقد والعداوة والبغضاء
والحسرة والكمد
والسخط على قضاء الله وقدره ،
والهم والغم
والترقب والتربص
والقلق والحيرة
واستراق النظرات مع التجسس ،
وإجهاد القلب والبدن ،
والترصد واستقصاء الحيل ،
ثم هو مع ذلك كله يأكل الحسنات
نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد .
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسد في الحديث الذي في
الصحيحين أنه قال: " لا تباغضوا ، ولا تقاطعوا ، ولا تحاسدوا ، ولا
تدابروا ، وكونوا عباد الله إخواناً " .
ورغب في سلامة الصدر في الحديث المشهور أنه قال : " يطلع عليكم الآن من
هذا الفج رجل من أهل الجنة " فسئل عن عمله فقال : ( لا أجد في نفسي على
أحد من المسلمين غشاً ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه ) [ رواه أحمد ] .