[center]علي بن أبي طالب،الإصدار 2.02 - لمحمد رضا - رحمه الله تعالى.مقدّمة المحقّق:
"بسم اللّهالرحمن الرحيم.
يحتار الدارس لهذه الشخصية من أين يبدأ وماذا يقول،
فقداجتمع لهذا الإنسان من الصفات الحميدة،
والشمائل الطيِّبة، وسمو الحسب والنسب،وعظيم الشرف،
والنفس الرضية ما لم يتهيَّأ لغيره من عظماء الرجال.
فقدتحدَّر نسبه من أكرم الأنساب، وانتمى إلى أطيب الأعراق،
هو ابن عظيم المشيخة منقريش،
وجدُّه أمير مكَّة وسيِّد البطحاء، هو ابن عمِّ وصهر أكرم الخلق.
إنه الإمام القائد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب الخليفةُ الراشديُّ الرابع.
{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِوَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]. هذاحقيقة ما شعرت به عندما بدأت بتحقيق هذا الكتاب،
فقارئ تاريخ أمتنا العربية لم يعديعرف برواية من يعتدُّ،
ولا من يُصدِّق، لا سيما وأن اختلاف الروايات
وتناقضهاأحياناً وارد في أمَّهات الكتب والمصادر،
ففي كتب التاريخ هذه ما يتنافى وعقائدالقرَّاء وإيمانهم،
وفيها ما لا ترتاح له قلوبهم.
إن أخطر ما يهدِّدتاريخنا هو الفكر المشوش
الذي تزخر به أمَّهات كتبنا، وكثيراً ما نجد الرواية نفسها
في أكثر من مصدر، ولكن كلُّ رواها
حسب ميوله وانتمائه الفكري، والسياسي، واعتقاده.
لذا حاولت في تحقيق ورصد الأحداث التي في كتاب "علي بن أبي طالب"
رضياللّه عنه اعتماد أكثر من مصدر، قدر المستطاع،
إضافة إلى التعريف بشخصيات مسرحأحداث هذه الحقبة التاريخية
التي كان فيها الخليفة الراشديُّ الرابع على رأسالسلطتين الزمنية والروحية,
أخيراً، لبس خطأ أن نرجع إلى الوراء بنظرة ناقدة،مجرَّدة فاحصة -
لكن بموضوعية - لتاريخنا العربي عَلَّنا نقف
على حقيقة ماضيناوحاضرنا، ومستقبلنا،
فمن يعرف التاريخ يدرك الحاضر والمستقبل.
أسألاللّه عزَّ وجلَّ أن ينفعني وإخواني المسلمين بعلمه وهدايته.
إنه السميع البصيرالقدير على كل شيء وهو حسبي ونعم الوكيل.